ابراهيم العصفور في ذمة الله ( 2 )

من سنوات  بعيده وانا ادرس بالجامعه حلمت حلما اقعدني من النوم باكيه ، اذرف الدمع وانا اتخيل فقط انه قد يحدث يوما ما .
كان المنام الذي رايته لا اتذكر تفاصيله وان كان اجمالي موضوعه ان والدي توفي .
قمت فزعه واتصلت بوالدي ووالدتي لاطمئن عليهما ، وبعدها بايام قلائل اتذكر انني كتبت رساله لوالدي معبره له عن محتوى الحلم واقول له انني ما رايته كان حلما فقط الا انه احزنني وانني لا اتخيل الدنيا بدونه .
واليوم رايت الدنيا بدونه ، بدون حضوره ، لا معني لها ، مجرد طرق لعالم اخر .
كان يشتكي لي منذ ايام من وفاته كيف ان امي ترهق نفسها بمشاركتها التي قد تفوق تحملها والتي قد تقعدها مريضه اياما في الفراش لكل عزاء يقام ، هذا الكلام اثر مرضها فجأة في محرم الماضي قبل اقل من شهرين من وفاته .
ما درى والدي ان الموت ينسج نسيجه حوله وانه الذي كان يتمتع بالصحه والعافيه ولا يشكو ضغطا ولا سكر ولا اي من امراض يشتكي منها الكبير والصغير هو من سيقع في براثن الموت .
من حولنا ناخذ العبره ، جاءتنا من ايام قلائل عجوز تعزينا وتصرخ ان ابراهيم لم يتوفى وانما سحر او غاب كما تقول ، وكان حولها النساء يهدئن من روعها ، وما يضحك في الموضوع انها اصرت انه حي واردفت وهي خارجه تمسكها الاذرع كي لا تسقط من انحناءه ظهرها سلمي على ابراهيم لمن يرجع .
قلت لها : ان شاء الله سابلغه سلامك .


يقولون الحريم اللي يزورونا كلمه فيها حكمه :
(اهل القصور في القبور واهل القبور في القصور) دلاله على انه من الناس من يشتكي من مرض اقعده في الحياة سنوات بين المرض والعجز واخرون  صحيحي الجسم ماتوا سريعا .
وكلمه اخرى يتداولونها اذكرها ايضا هنا : ( لا تيأس من مريضك ولا تفرح بصحيحك ) دلاله ان المريض قد يظل سنوات وسنوات يعيش بمرضه وعجزه وقد يفاجيء الموت من لا تتوقع ان ياخذه .
الاهم من كل هذا ان يكون من كل هذا التنبيه من الغفله ، وادراك ان الدنيا ليست هي مطلبنا .
وان لابد ان نزرع لآخرتنا عبر دنيانا .
دمتم سالمين وبعيدين عن الغفله .

الحفل التأبيني لاربعينية الوالد  رحمه  الله تعالى على الرابط :
http://www.alhuda14.net/vb/showthread.php?t=26124

هناك 4 تعليقات:

علي سلمان العجمي (أبو كرار) يقول...

كتبتُ في تأبين الفقيد رحمه الله:

http://exploremyskull.blogspot.com/2011/03/blog-post_18.html



ظلامٌ في منتصف النهار ..
بقلم : علي بن سلمان العجمي (أبوكرار)

قصيدة تأبينيه لفقيد المجتمع الحاج الشيخ ابراهيم علي العصفور رحمه الله:

ظـــــلامُ الليــلِ خيّمَ بالنهــــارِ *** وضــــوءُ الظهرِ غـــادر بانكســــارِ
ومــذ لاحت جنازتـــهُ علينـــــا ***رأيتُ القـــــلبَ يـــلهبُ كالجمــــارِ
وخلتُ جنــــازةَ المرحـــومِ فُـلـكاً ***تَشُـــــــقُّ طَــريقها وسطَ البحـــارِ
كــــأني بالفقيــــد يمـــــدُ كفاً ***ليمســــــحَ لحظـــةً رأس الصغــارِ
ويســــري بعد ذلك دون مهـــــلٍ*** ليســــــــدل فوقه ثـــــوبَ الدثارِ
ويُعـــلي في مسامعنا بصمــــــتٍ ***بأن الموت يـــأتي كالشـــــــــرارِ
ليخطفَ دون تميــيزٍ وعــــــــذرٍ ***ويعمـــلُ حكمــــــــهُ دونَ اصطبارِ
فحقَّ لشـــــاعرٍ نثـــــــر الرثا ***وحـــــق له رثاؤك في الجهــــــارِ
فأين تركت غـــــوثــــك للحيارى ***ومــــن خـــــــــلفتَ للشدد الكبارِ
وأين ذهبت بالبسمــــــاتِ عنّــــا ***وفيما تركت أثـــــــواب الوقـــــارِ
أهل دُفنـــت بلحـــــدٍ أم تُراهــا ***مــــــــواريثٌ ووقفٌ للديــــــارِ
ستبقى حاضراً في كل ذهـــــــــنٍ ***كمثلِ الضوء من خلــــــف الخمــــارِ
وتبقى(ذو الجنــــاحِ) بلا جنــــاحٍ *** فقد فقــــــــدتك رادوداً وقــــاري

* شمس في منتصف النهار كناية عن وقت تشييع الفقيد।
** ذو الجناح اشارة الى قصيدة عزائيه في نهاية عزاء ليلة العاشر من محرم الحرام، وتكون لختام العزاء وكان الفقيد من ابرز المشاركين في قرائتها في كل عام.

تم الفراغ من كتابة هذه الابيات في 16 مارس 2011م

Nazek يقول...

السلام عليكم ابوكرار اشكرك على مشاركتنا بهذه القصيدة الرائعه
لم اتوقع ان يمر علي يوما اقرا فيها رثاء والدي الذي كان والدا للجميع
وكأن المستحيل في حياتي تحقق
دمتم بخير
مع خالص الدعاء

Unknown يقول...

السلام عليكم أختي نازك..

باستشعار كامل لكلماتك أتابع سلسلة حديثك عن الوالد رحمه الله..

أشعر وادرك تماما الدهشة الأولى.. وألم الفقد الذي يأتي من حين لآخر، والدهشة التي تتكرر كلما تذكرنا ذكرى ما...

عشت وأعيش هذا الأمر بعد فقد والدي.. وبينما لم ابك إلا دقائق معدودة لحظة معرفة الوفاة، إلا أني بكيت بمرارة مرات ومرات مع تجدد الذكرى مع مواقف بعينها (حتى بعد الوفاة بأكثر من سنتين!!)..

حلم الوفاة الذي يدل على خوف كبير من المستقبل بدون الوالدين أو أحدهما أتاني كثيرا.. وكنت دائما أستيقظ بكل حزن الموقف وأبكي بحرقة بعد الاستيقاظ...!!!
حتى أنه عندما جاءت اللحظة الواقعية كنت أكثر ثباتا بكثير مما كنت عليه في الحلم!!!!

والغريب أن هذا الحلم جاءني مرة أو مرتين بعد وفاة الوالد بأكثر من عامين، ولدهشتي أستيقظ بحزن بليغ طازج أيضا في كل مرة!!!!!

أهم ما نتج عن وفاة الوالد أن شبح الخوف من فقد أي إنسان قل حجمه كثيرا، وكأني أشعر أن أي مصاب لن يكون كمصاب والدي!!!!

آسف لتجديد الأحزان.. لكن ربما تشابه المعاناة يخفف منها أحيانا..

رحم الله أمواتنا رحمة واسعة، وجعلنا ممن يتعظون غير غافلين.. آمين.

خفف الله عنكِ أختي الكريمة.. ودمتِ سالمة.

Nazek يقول...

اشكرك اخي العزيز ماجد على مرورك ومشاركتي تجربتك الاليمه في فقد والدك
ربي يحفظك واحبائك

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .