الظلم ( 3)

كثيرا ما نرفع شعارات كثيره حول الظلم ، وننسى اننا نسهم بصوره او باخرى في ظلم الاخرين ، من خلال تصرفاتنا نحن  ومواقفنا .
( اكتب في هذا الموضوع وانا على ضفافه فقط لانني لم اتبحر فيه الا على اساس مناقشات ورؤى من هنا وهناك ، ولكني اجده عميقا في معانيه لذا افردت لها سلسله )
يوما ما تعرضت للظلم ، فاكتساني الالم والحزن ، وعشت اياما حزينه ، ونسيت لحظتها لطف الله بي ، وقربه مني وانني كان لابد لي من مقارعة ذلك الظلم بعيدا عن الانتقام ،  الذي يولد في النفوس نتيجه تاثيرات الغضب والحميه والقهر ، واتذكر عندها انني دعوت الله من قلبي ان ينتقم لي ، واليوم احزن انني استغرقت اياما على هذا الالم الذي لا اهميه له بجانب انني اوكلت امري لله .
فهل انا حينها اوكلت امري لله .
اعرف انني حينها كنت في وضع نفسي لا يجعلني افكر بصوره عقلانيه ، والا لادركت انني انا التي اقول ان الدنيا دواره وانها سلف ودين وغيرها من الحكم والامثال ، كان يجب ان اتركها لله .
لا يعني هذا الامر ان لا ازيح عن نفسي والاخرين الظلم اذا ما وجدته ، ولكن ما اقوله هنا ان تكون مناهضة الظلم يجب ان لا تكون من منطلقات تغذيها العصبيه والغضب وووغيرها من الاغذيه النتنه للنفس .
والا فان الانسان اساسا يملك الكثير من ادوات الظلم لنفسه والاخرين ، ويستعمل هذه الادوات احيانا قد يبررها لنفسه على انها في ذات الله ولكن لو نظر الى نفسه لادرك ان هذا غير صحيح .
الامر اننا نهتم براي الاخرين اكثر مما نهتم بامر الله عزوجل ، لذا ابتلينا بالرياء ، والاخلاق التي ظاهرها حسن ولكن اساسها خبيث ، نسال الله العفو والعافيه والمعافاه في الدنيا والاخرة .
دمتم سالمين بود 
أقرأ المزيد

الظلم (2)

استوقفتني هذه الحكمة اليوم التي وصلتني عبر ايميل ( كوكتيل ) احتوى من كل بستان زهره عطره
كان ايميلا رائعا ،  كأن من ارسله للمجموعه البريديه التي اشتركت بها اراد ان يضع فيها خلاصه مما احبه ليشارك الناس جزء منه :

حــكــمــة هذا الــيــوم :
إذا أردنا أن نكون من الرحماء، لا بد أن نعلم أولاً أثر الظلم في الحياة.. رب العالمين هو العدل المطلق، بمقدار ما يظلم الإنسان غيره؛ يبتعد عن مصدر العطاء في هذا الوجود..فهل أنت حذر من مواطن ظلم النفس وظلم العباد ..؟!
 ما رايكم انتم ؟؟
أقرأ المزيد

ثرثره مع الذات لها معنى خاص(1)

في هذه التدوينه التي اسميها ( ثرثره مع الذات بمعنى ) هي تدوينه اعتقد انها ستكون ثريه بالنسبه لي لانها ............... لن اقول  ، فقط تعالوا معي لتفهموا او لا تفهموا لا اعرف :
- نمت الساعه الواحد بعد منتصف الليل على توقيت بلدنا الحبيب ، حادثت نفسي يا الهي لن اتمكن من القيام لصلاة الصبح  ، ولكني رجعت وقلت لماذا سوء الظن  بالله ، ان شاء الله ساقوم ، وقدر الله لي الخير فقمت .
- افقت على كلمة ( النار ) تطفو على ذهني ، بددت لي تركيزي وانا احاول استجماعه لكي اصلي ، لاانا قادره ان اترك الصلاه فاكتب الفكرة  ، ولا انا قادره ان اكمل ، ولكن الحمدلله اخيرا تمكنت من انهاء صلاة الصبح  ، والابقاء على الفكره ، ولكن ما هو موضوع النار ، تذكرته في معرض حديث قال احدهم : هل تعلمون ان النار لخير المؤمن يوم القيامة ؟؟
سالت نفسي : يا الهي ومن متى سيكون للنار خير اذا لسعتنا، وكل منا يخاف منها وبسببها يقوم الكثيرون الليل ويصومون وو وووووو( عباده العبيد )  واقصد الخوف  هل تتذكرون ؟
مجنون هذا المتحدث الذي يتغنى بالنار . اكيد انه مجنون ، طافت بذاكرتي احداهن وهي تقول لاخرى وهي تتحدث بخوف : المصيبه انه (  وإن منكم إلا واردها) 
ردت عليها الاخرى محاولة  ان تهديء من روعها : ولكن لن تبقي فيها ان شاء الله ولكن هذا قضاء الله علينا .
   حاولت ان اخذ منطق من اسميته المجنون دون ان اذكر الراي صراحة ، وقلت لها : قد يكون الورود فقط لنعرف كيف كنا سنعذب لو اننا فعلنا السيئات ؟ ( بصراحه كنت احاول ان ابدو حكيمة وفاهمه - وانا لا حكيمه ولا فاهمه ) ، ويمكن ( وهنا حاولت ان التف على كلامه استعين به علي ابدو اكثر ثقافه وفهما ومطلعه على الكثير ) انه عندما تصيبنا النار نتخلص من الذنوب التي ارتكبناها فنكون اكثر خلوصا لله .
     يا الله كيف قلت هذه العباره الاخيره ( انه عندما تصيبنا النار نتخلص من الذنوب التي ارتكبناها فنكون اكثر خلوصا لله . ) اكيد انني جننت ، طاف هذا الخاطر ببالي ساعتها ، صح جننت لم يبقى الا ان يلاحظوا جنوني وياخذوني لمستشفى المجانيين بس الحمدلله عاده ما فيه مكان في بلادي ، لذا يمكن يقدر لي ان اظل مع الاهل يبتلون بي .
      اليوم قمت على مفهوم هذه العباره : النار التي تطهر وتعلن انك الاكثر نقاء ، هذه النار التي قد تكون ألم يصيبك فيجعلك ترجع لله ( أوابا) تدعوه من قلبك فينزل عليك شعورا عذبا باردا رقراقا يخلص روحك من سفائف امور الحياة لتحيا المحبه مع الله .

- تذكرت مريم صديقتي  - يا الله انتي جزء من روحي يامريم لم ادرك ذلك قبلا - وهي تقول لي : نازك انتي تنفعين ان تكونين كاتبه روايه .
 قلت لها : مريم ليس لي خلق ان اكتب روايه ، انا يادوب اكتب صفحه فأحس بثقل الولاده وتعبها .
مريم حبيبتي نعم لا استطيع ان اكتب روايه ،  لانني لو كتبت روايه ستكون نهايه حياتي لانني ببساطه ساودعها كل الروح التي املكها لذا لا اتمكن من خلقها .
- تذكرت رواية مريم التي لم تنتهي والتي بعثت لي بالفصل الاول منها ، لتأخذ رايي كما بعثته لاخرين ، قرات الفصل وانا لها مجامله لان مريم ستعود تسالني رايي ولم ارغب ان اكذب عليها وامدحها دون ان اقراها ، وانا لازم امدح مريم لانني ارى فيها اديبه رائعه ، ولكن عندما قرات الفصل الذي ارسلته لي ، لم اتمكن ان اترك الجهاز وانا اقراها وواثقه انني كان شعوري بكل شيء حولي في ادنى ما يمكن لانني عشت مع الاحداث بقوة .
    قراتها وعيني تقفز على الكلمات وهذا الشعور لا ياتيني كثيرا الا مع ما يستلب لبي من الابداعات والا فان بعض المقروء عندي يضيق صدري وانا اقراه .
     ظللت احن لمريم ، واتواصل معها ملحه ان تكمل الروايه ، مريم تركت الروايه ، قالت:  الناس سفهمني خطا ، قلت : يا الله  مريم ولماذا يفهمونك خطأ ، قالت لي : الناس سيظنون انني اتحدث عن ناس حولي وانا اعالج قضايا حساسه في المجتمع .قلت لها : وانا التي اريد ان اعرف النهايه ،  هل ستتركيني هكذا ؟؟
     تركت مريم الروايه بدون لم تكملها ، طيب مريم ولماذا تشجعيني ان اكتب روايه ، الا يكفى الجنون الذي اودعه في هذه المدونه ، ماذا تفعلين الان يا مريم ، واثقه انك تصلين في محراب الكلمات ، في عالم اخر .
- اخيرا:  زوجي الذي قام من نومه على خربشات يدي على الجهاز والذي اعتاد على جنوني لم يكلف نفسه السؤال حول ماذا تفعلين ، لانه لاحظ انني في حالة ولاده افكار وهو يعرف هذه الحاله عندي دوما  ، فقط اكتفى بقوله : ما نمتي ، مسويه نفسك بل جيتس ، لا اعرف من هذا هنا  ، بس اعتقد انه يقصد كالعاده ان لا اتعب نفسي ، واعتقد انه ربط بل جيتس بجهاز الحاسوب . لا اريد ان اساله عن قصده ، ساكتفى بالمعنى هنا .
فتح هو ايضا حاسوبه ليشاهد مسلسل المختار الثقفي  الذي رشحته له واعرف انني كل شوي سيكون لدي مهمه على جهازه حتى يستطيع ان يتابع  الحلقه .
- عوده للنار ، اشكرك ايتها النار التي اثارت هذه التدوينة ولي عوده لانني تعبت الان والساعه لا تزال مبكره .
دمتم بخير 
أقرأ المزيد

مدونة طريفيات

مدونة زرتها وانا في معرض بحثي حول بعض المفاهيم التي صارت شغلي الشاغل في الفتره الاخيره ، لانني و بعد فهمي البسيط  لمفهوم النفس الكليه فانني صرت ابحث بصوره معكوسه ، ووسط بحثي وجدت مدونات رائعه ، استوقفتني هذه المدونه ( طريفيات ) لا اريد ان اشرح عنها ، وانا للحق وضعتها هنا لانني وعدت اختي الغاليه علياء ان اوافيها بكل ما اصل اليه ،ولا اريد ان اشغلها في هذه الفتره بما اجده خاصه انه قد يكون مفيدا لاخرين فقررت ان اضع ما اجده هنا في المدونه ، لتكون رسائلي اليها والى غيرها للفائده ممن يبحثون مثلي وقد يكونون تائهون في وقت ما لانهم لم يلتفتوا للعلامات .
اعجبني من مدونه طريفيات التي لم اغوص فيها حتى الان : موضوعان احدهما سيرته الذاتيه ، والاخر موضوع بعنوان مكتوب 
اورد منه قصة لتعرفوا سبب اعجابي بالمدونة :
القصه كما وردت في المدونة :
قال فارس لصاحبه: هيا بنا نخرج إلى الجبال حيث يقيم الله، أريد أن أثبت لك أن كل ما يفعله هو أنه يأمرنا فنطيع .. بينما لا يفعل شيئاً لكي يريحنا من عنائنا.
قال صاحبه “أما أنا فسأخرج إلى الجبال لكي أقوي إيماني”. وعندما وصلا قمة الجبل ليلاً سمعا صوتاً في الظلام “حمِّلا فرسيكما من الأحجار الموجودة على الأرض”. قال الأول : “ألم أقل لك ؟ ها هو بعد مكابدة الصعود يطلب منا أن نحمل أحجاراً. لن أطيعه” أما الثاني ففعل كما أمره الصوت.
وعندما عادا إلى سفح الجبل، كانت أشعة شمس الصبح تلمع على الأحجار التي حملها الفارس الثاني. كانت الأحجار من أرقى أنواع الماس. يقول المعلم : قد تكون إرادة الله أحياناً غامضة، ولكنها دائماً لمصلحتك.

  علما بان صاحب المدونه قد  اشار بان موضوعات المدونة متاحه للجميع في النقل والترجمه وووو ، وهذا انما يدل على روح طيبه ، لا تلتفت الى سفائف الامور وانما هدفها شيء اكبر . وفي هذا شيء كبير لا يقدره الا من يفهم معنى العطاء . 
لذا فانني لا اعرف صاحب المدونة ، ولا زلت في بدايه اطلاعي على محتواها لان برنامجي اليومي غارق في الاعمال الا انني ان شاء الله سأجد الوقت لقراءتها بين حين واخر لانها ستختصر على الكثير . 
ثق بالله وبنفسك .
دمتم بمحبه . 
رابط المدونة : طريفيات 





أقرأ المزيد

قراءه في كتاب ( الخيميائي)

  روايه ( الخيميائي ) لا ارغب ان اسرد قصه راع خرج عبر رحله للبحث عن شي ما وجهه له حلم تراءى له ، وقد ذكرت سابقا كيف قادتي احدى المدونات لقراءتها عندما وجهت لها سؤال حول ما معنى : النفس الكليه ؟ وقد وجدت مواقع شتى اغلبها صوفيه تشرح الموضوع ولكني كنت اريد ان اكون مفهومي الخاص بعيدا عن اي توجهات دينية ، تاخذني هنا وهناك .
ولم اكن ادري اين ابحث ، ولكن سؤالي للاخت صاحبه المدونه والتي اشارت علي بقراءه ( الخيميائي ) كانت خير معلم لي لانها ارشدتني  .
ومن اعجب ما رايت في هذه القصة انها شكلت لي عالم كنت اعيشه ولكن توضحت لي معالمه من خلال هذه الروايه وفهمت اللغز الذي استعصى علي .
من يرغب ان يعرف موجزا ووصفا للروايه يستطيع ان يسال اي محرك بحث والمدونه التاليه تحوي ملخص للروايه ولكن لا يناسب توجهي الذي ابتغيه .
البعض يكفيه الوصف الممل ، الحكايه ، وانا اقف امام الاشارات وما وراء الكلمات لانها هي الاساس وهي الروح التي ابحث عنها .
مع الروايه اقف على بعض الاسطر التي شكلت لي مفهوماً عميقا حل اللغز امامي وحان وقت تطبيقه والتعايش معه وادراكه ، اذا كنت لا تزال تشعر بانك مهتم واصل القراءه والا فان التدوينه انتهت هنا :

الأحلام هي لغة الله، وعندما يتكلم الله بلغة البشر فأنا أستطيع تفسيرها، لكنه عندما يتكلم بلغة روحك، فلن يفهمه أحد سواك.
- الأشياء البسيطة هي الأشياء الأكثر روعة والعلماء وحدهم من يراها.
- خديعة العالم : في إحدى لحظات وجودنا، نفقد السيطرة على حياتنا التي ستجد نفسها محكومة بالقدر، وهنا تكمن خديعة العالم الكبرى. "
- اسطورتك الشخصية :  هي ما كنت دائماً تتمنى أن تفعل، فكل واحد منا يعرف ما هي أسطورته الشخصية وهو في ريعان شبابه، في هذه الفترة من الحياة، يكون كل شيء واضحاً، كل شيء ممكناً، ولا يخاف المرء من أن يحلم أو يتمنى ما يحب أن يفعله في حياته. وكلما جرى الوقت، فإن قوى خفيّة تنشط لإثبات استحالة تحقيق الأسطورة الشخصية.
- ماهية هذه " القوى الخفية" :  إنها قوى قد تبدو سيئة، ولكنها في الواقع هي تلك التي تعلّمك كيف تحقق أسطورتك الشخصية، إنها هي التي تعد عقلك، وإرادتك لأن هناك حقيقة كبرى في هذا العالم:
 "
فأياً كنت، وأيّ شيء فعلت، فإنك عندما تريد شيئاً بالفعل، فهذا يعني أن هذه الرغبة قد ولدت في " النفس الكليّة " ، وأنها رسالتك على الأرض.
- النفس الكليّة تتغذى من سعادة الناس أو من شقائهم، من الرغبة، من الغيرة، وإنجاز الأسطورة الشخصية هو الالتزام الأول والأوحد للناس، وكل شيء ليس إلا شيئاً واحداً.
"-  
وعندما تريد شيئاً ما، فإن الكون بأسره يتضافر ليوفر لك تحقيق رغبتك " .
 - إن الناس يتعلّمون مبكراً مبرر حياتهم، وربما لهذا السبب نفسه أيضاً، يتخلّون عاجلاً عن المتابعة، لكن هكذا هي الدنيا.
- إذا وعدت بشيء لا تملكه بعد، فإنك ستفقد الرغبة في الحصول عليه.
-  انه لجميل أن تتعلم أن لكل شيء في الحياة ثمناً، وهذه هي الفكرة التي حاول مجاهدو عهد الأنوار تعليمها.
-  من الأفضل أحياناً، أن نترك الأشياء كما هي عليه
- الأمور تسير دائماً هكذا، ونحن نسمي هذا: " المبدأ المناسب"، فأنت عندما تلعب للمرة الأولى فإنك ستربح ربحاً مؤكداً، إنه حظ المبتدئ.
-
ولماذا هذا؟
-
كي تصل إلى كنزك عليك أن تكون يقظاً للعلامات، فقد كتب الله قدرنا على جبيننا، واختار لكل منا الحياة التي عليه أن يحياها، وليس عليك إلا أن تقرأ ما كُتب لك.
 -  لا تنسَ أن الكل ليس إلا شيئاً واحدً، لاتنسَ لغة العلامات، ولاتنسَ على الخصوص أن تمضي حتى آخر أسطورتك الشخصية.
-          تعلّم أن تتبع وأن تحترم العلامات
-          كل شيء هو شيء واحد وفريد
" - لاتتراجع عن أحلامك، وكن متيقّظاً إلى العلامات "
- لقد صنع الكون بلغة يستطيع العالم فهمها، لكن الأنسان نسيها، وأنا أبحث، من بين أشياء أخرى، عن هذه اللغة الكونية، ولهذا أنا هنا، عليّ أن ألتقي رجلاً يعرف هذه اللغة الكونية.
- إنه يسمى العلامات بالحظ ـ قال الانكليزي لدى خروج الآخر ـ ولو كنت استطيع لألّفت موسوعة ضخمة بخصوص كلمتي حظ ومصادفة، فبهاتين الكلمتين كتبت اللغة الكونية.
 - يوجد هنا أنواع مختلفة من الناس، في قلوبهم مختلف أنواع الآلهة، أما أنا فإلهي الوحيد هو الله، وأقسم بالله أنني سأفعل مابوسعي، وسأبذل قصارى جهدي كي أقهر الصحراء ثانية، لكنني أريد أن يقسم كل منكم بالإله الذي يؤمن به من أعماق قلبه، بأن يمتثل لقيادتي في كل الظروف، لأن التمرّد في الصحراء يعني الموت.
ارتفع ضجيج يصمّ الآذان من الحشد الذي أخذ كل فرد من أفراده يقسم متخذاً إلهه شاهداً لقسمه.
-
كلّما اقتربنا من تحقيق أحلامنا ، أصبحت الأسطورة الشخصيّة دافعاً حقيقياً للحياة
- الاحساس الباطني ولّد عنده شيئاً من الاضطراب: هل كان يتعلّم بدوره هذه اللغة الكونية الشهيرة التي تعرف ماضي وحاضر الناس قاطبة؟ إنها هواجس ـ كانت أمه تقول ذلك باستمرار.
وقد بدأ يدرك أن هذه الأحاسيس عبارة عن غطسات سريعة للروح في التيار الكوني للحياة، والذي في رحمه تاريخ كل الناس مُتحِد بتاريخ واحد : بطريقة نتمكّن معها أن نعرف كل شيء، لأن كل شيء مكتوب.

- الخوف يتلاشي عندما نفهم ان صيرورتنا وصيرورة العالم قد خطّتها يد واحدة .
- الخوف الغامض يسري بينهم، علماً بأن أحداً منهم لم يتفوه بكلمة، لمرة أخرى ميّز لغة دون كلمات، إنها اللغة الكونية.
-
هنا يكمن المبدأ الذي يؤثر في كل شي ـ قال ، هذا مايسمّونه في الخيمياء بـ " النفس الكليّة "، فعندما تمتلك الرغبة في شيء ما بكلّ جوارحنا نكون أكثر قرباً من النفس الكلّية، إنها لقوة إيجابيّة دائماً.
-ثم قال أيضاً بأن هذا ليس من امتيازات البشر فقط: فكل ماهو موجود على سطح الأرض له روح أيضاً سواء كان معدناً ، او نباتاً ، أو حيواناً ، أو فكرة.
وكل ماهو موجود تحت أو فوق سطح الأرض لا يتوقف عن التحوّل، لأن الأرض كائن حي ولها روح، ونحن جزء من هذه الروح التي نادراً ماندرك أنها تعمل في مصلحتنا و تتعاون لمساعدتك على النجاح.
-
تعلّمت أن للعالم روحاً، وأن من يستطيع إدراك هذه الروح سيكون مقدوره إدراك لغة الأشياء، علمت أن خيميائيين عديدين قد عاشوا أساطيرهم الشخصية، وتوصلوا إلى اكتشاف النفس الكليّة وحجر الفلاسفة وإكسير الحياة المديدة. لكنني تعلّمت على الأخص أن هذه الأشياء على درجة من البساطة بحيث يمكن أن تُنقش على زمرّدة.
-
لكل طريقته في التعلّم فنهجه ليس نهجي، ونهجي ليس نهجه، ولكن كل واحد منا يسعى وراء اسطورته الشخصية، ولهذا فإنني احترمه.
- عندما آكل فإنني لا أفعل شيئاً آخر سوى الأكل، وعندما أمشي، فإنني أمشي، هذا كل شيء، وإذا اضطررت يوماً للقتال، فكل الأيام تتساوى عند الموت، فأنا لا أحيا في ماضيَّ ولا في مستقبلي، فليس لي سوى الحاضر لأعيشه، وهو وحده الذي يهمّني، وإن كنت تستطيع ان تعيش الحاضر دوماً، فأنتَ إذاً رجل سعيد. ستدرك أن في الصحراء حياة، وفي السماء نجوم، وأن المتقاتلين يتحاربون لأن هذا جزءٌ من الحياة الإنسانية، والحياة ستصبح عندئذٍ احتفالاً كبيراً لأنها تمثّل دائماً اللحظة التي تعيشها فقط.
- العالم يتكلّم بأكثر من لغة .
 -
لستُ أدري لماذا ينبغي لهذه الأشياء ألا تُنقل إلا بالسر فقط ـ فّكر الخيميائي ـ هذا ليس إلا لأن الأمر يعني تماماً أسراراً حقيقية، فالله قد كشف أسراره بحريّة إلى كل المخلوقات.
لم يكن يرى لهذا إلا تفسيراً واحداً، هو أن هذه الأشياء قد توجّب عليها الانتقال بهذه الطريقة، لأنها دون شك قد استخلصت من حياة طاهرة. وأنه من الصعب لهذا النموذج من الحياة أن يُحَدَّ على شكل رسوم أو كلمات، لأن الناس يستسلمون لإغراء الرسوم والكلمات، وأخيرا ينسون اللغة الكونية.
-
يبدأ البرهان على الإصرار والشجاعة لمن يبحث عن أسطورته الشخصية، كما أن عليه ألا يُظهر أي تعجّل أو نفوذ صبر، كل لا يجازف بعدم رؤية العلامات التي وضعها الله في طريقه.
-
إن الله من وضعها في دربي ـ فكّر مندهشاً، فهو نفسه حتى الآن يعتبر العلامات كشيء ينتمي إلى العالم، شيء ما كالأكل، أو النوم، كالرحيل بحثاً عن الحب أو عن العمل، لكنه لم يخطر بباله أبداً، أن يكون لغة يخاطب الله بها عبده ليرشده إلى ماعليه أن يفعل.
في الحب :
-          أحس الشاب كما لو أن الزمن كان يتوقف، وكما لو أن النفس الكليّة كانت تنبعث بكل قوّتها أمامه.
وعندما رأى عينيها السوداوين، وشفتيها المترددتين بين الصمت والابتسام فهم الجزء الرئيسي من اللغة التي يتحدّثها العالم، والتي باستطاعة كائنات الأرض كلها أن تفهمها عبر القلوب.
كان هذا هو مايدعى بالحب، شيء أقدم من وجود البشر، ووجود الصحراء، والذي كان ومايزال ينبثق دائماً وبقوة، وفي كل مكان عندما تلتقي نظرتان كما تلتقي الآن هاتان النظرتان قرب البئر. انفرجت الشفتان عندئذٍ عن ابتسامة، إنها علامة، علامة كان قد انتظرها دون أن يعلم خلال فترة طويلة من حياته.
هاهي ذي لغة الكون الخالصة، مفهومة دون أدنى شرح، لأن الكون ليس بحاجة إلى أي تفسير كي يتابع دورانه في الفضاء اللامتناهي.
إن مافهمه في تلك اللحظة هو انه أمام امرأة حياته، وعليها أن تعلم ذلك دونما أية ضرورة للكلام، كان متأكداً من هذا أكثر من تأكده من أي شيء آخر في العالم، على الرغم من أن آبائه وآباء آبائه كانوا قد قالوا إن على الانسان أن يحب أولاً، ثم يخطب، أن يعرف الآخر، وأن يملك المال قبل أن يتزوج. من كان يقول ذلك، لم يكن يعرف مطلقاً اللغة الكونية، لأن المرء عندما يغوص في هذه اللغة يسهل عليه أن يدرك أن في هذا العالم يوجد شخص ينتظر شخصاً آخر، سواء أكان هذا في وسط الصحراء أو في قلب المدن الكبرى، وعندما يلتقي هؤلاء الشخصان، وتتقاطع نظرتاهما، فإن الماضي والمستقبل لا أهميّة، ولحظة الحاضر وحدها هي التي تبقى. وهذا اليقين العجيب بأن كل شيء يوجد تحت قبة السماء قد خطّته اليد نفسها، اليد التي أنجحت الحب، وخلقت لكل كائن روح شقيقة، وهذا الكائن يعمل، ويستريح، ويبحث عن الكنوز في وضح النهار، ولو أن الأمر لم يكن كذلك، لما وجد أي معنى لأحلام الجنس البشري.
العراف:
-عندما يستشيرني الناس فإنني لا أقرأ مستقبلهم، أنا أخمّنه لأن المستقبل ملك لله ووحده يكشف ستره، كيف لي أن أخمّن المستقبل؟ الفضل في ذلك يعود لعلامات الحاضر، فالسرّ يكمن في الحاضر. وإذا تنبّهت إلى حاضرك، بإمكانك جعله أفضل، وإن حسّنت الحاضر، فإن مايعقبه يكون جيّداً، انسَ المستقبل وعش كل يوم من حياتك حسب تعاليم الشريعة، وثق بعناية الإله تجاه أبنائه، فكل يوم يحمل الخلود في طيّاته.

ـ كل شيء منقوش في النفس الكليّة وسيبقى فيها إلى الأبد.
-
إن كان ماوجدته يتكوّن من المادة النقيّة فإنه لن يفسد مطلقاً، ولسوف تستطيع العودة إليه يوماً، وإن لم تكن إلا ومضة مؤقتة، كانفجار نجم، فإنك لن تجد شيئاً عند عودتك، ولكنك تكون قد رأيت ضوءاً يومض، وهذا وحده يستحق أن يُعاش.
- ليس هناك إلا طريقة واحدة للتعلّم: " التعلّم بواسطة العمل "، إنه السفر من يعلّمك ماكنتَ بحاجة إلى معرفته، ولا ينقصك إلا شيء واحد.

-
لماذا يدعونك بالخيميائي؟
-
لأنني كذلك.
-
وماهو الأمر الذي جعل الخيميائيين يخفقون في بحثهم عن الذهب؟
-
لقد اكتفوا بالبحث عن الذهب، فقد بحثوا عن أسطورتهم الشخصيّة دون رغبة بأن يعيشوا الأسطورة نفسها.

-
أصغِ إلى قلبك، إنه يعرف كل شيء، لأنه وُلد من النفس الكليّة، وإليها ذات يوم سيعود.
-
لماذا علينا أن نصغي إلى قلوبنا ؟.
-
لأنه حيث يكون قلبك يكون كنزك.
قال الشاب:
-
قلبي مضطرب، إنه يحلم، يفكّر، وهو عاشق لفتاة ، ويطالبني بأشياء تقضّ مضجعي عندما أفكّر بها.
-
هذا جيّد فقلبك حيّ، واظب على الاصغاء لما يقوله لك.

- إن كل رجل سعيد كان هو ذاك الذي اعتنق الله في داخله، وأنه يمكن للسعادة أن تكون موجودة في حبة رمل بسيطة في الصحراء على حد قول الخيميائي، لأن حبة الرمل هي لحظة من عملية الخلق، وأن الكون قد كرّس ملايين وملايين السنين في خلقها.
- "
لكل امرئ على الأرض كنزه الذي ينتظره ـ قال له قلبه ـ فنحن القلوب، نادراً مانتحدّث عنها، لأن البشر لا يريدون العثور على هذه الكنوز، نحن لا نتحدّث عنها إلا للأطفال الصغار، وبعد ذلك ندع للحياة أن تتحمّل مسئولية قيادة كل واحد نحو قدره، ولسوء الحظ فإن قليلاً من البشر يتبعون الدرب الذي خطّته لهم الحياة، والذي هو سبيل الوصول إلى الأسطورة الشخصيّة وإلى السعادة.
جلّ الناس ينظرون إلى العالم كمصدر تهديد، ولهذا السبب فإن العالم يصبح في الواقع شيئاً مهدداً، عندئذٍ فإننا نحن القلوب نبادر إلى الحديث بصوت منخفض أكثر فأكثر لكننا لانصمت إطلاقاً، ونتمنّى بألا يكون كلامنا مسموعاً، نحن لانريد للبشر أن يتعذّبوا لأنهم لم يسلكوا الطريق التي أرشدناهم إليها ".
-
لماذا لاتقول القلوب للناس أن عليهم ملاحقة أحلامهم ؟ سأل الشاب الخيميائي.
-
لأن القلب هو من يتعذّب في هذه الحالة، والقلوب لاتحب العذاب.
منذ ذلك اليوم، أصغى الشاب إلى قلبه فطلب منه ألا يتخلّى عنه أبداً، وأن ينقبض في صدره عندما يكون بعيداً عن أحلامه وأن يعطيه إنذار الخطر، وأقسم أنه سيأخذ حذره في كل مرة يسمع فيها هذا الإنذار.

- ان الشيء الذي ماتزال معرفتك تفتقر إليه هو التالي:
"
قبل تحقيق حلم ما، تريد النفس الكليّة أن تُقوّم كل ما اكتسبه المرء أثناء تجواله، وعندما تفعل، فليس ذلك نتيجة عدوانيّة تجاهنا، وإنما كي نستطيع وحلمنا اكتساب الدروس التي تعلمناها ونحن ماضون نحوها، إنها اللحظة التي يتراجع فيها معظم الناس، وهذا مانسميه بلغة الصحراء: الموت عطشاً عندما تكون أشجار النخيل على مرمى النظر في الأفق. إن أي بحث يبدأ بحظ المبتدئ، ويكتمل بامتحان الفاتح ".

- تذكّر المثل الشعبي القديم الشائع الذي يقول:  " أشدّ ساعات اليوم ظلمة هي تلك التي تسبق طلوع الشمس "

- هل القلوب تكون عوناً للناس دائماً؟
-
إنها تساعد فقط الذين يعيشون أسطورتهم الشخصيّة، لكنها تساعد كثيراً الأطفال، والسكّيرين والمسنّين.
-
هل هذا يعني أن الخطر لاوجود له؟
-
هذا يعني بكل بساطة أن القلوب تعمل كل مابوسعها.
-
أنت تعرف مسبقاً مايجب عليك معرفته، ليس عليك إلا أن تنفذ داخل النفس الكليّة، وأن تكتشف الكنز، الذي تدّخره لكل واحد منا.
-
كل شيء يتطوّر في الكون، وبالنسبة للذين يعلمون، فإن الذهب هو أكثر المعادن تطوّراً، لاتسألني لماذا، فأنا أجهل ذلك، أنا أعلم فقط أن ما تعلمه التقاليد هو دائماً صحيح، لكن البشر هم الذين أخطئوا في تفسير كلام الحكماء، وبدل أن يكون الذهب رمزاً للتطوّر فقد صار علامة للحرب.

-          من يعيش أسطورته الشخصيّة، يعرف كل ماهو بحاجة لمعرفته، وليس هناك إلا شيء واحد يمكن أن يجعل الحلم مستحيلاً: إنه الخوف من الإخفاق.
-           " العالم ليس إلا الجزء المرئي من الله، والخيمياء هي نقل للكمال الروحي إلى العالم المادي " .
حديث الريح والشمس:
-          أخبرتني الريح بأنك تعرفين الحب، وإن كنت تعرفين الحب فلابد أنك تعرفين النفس الكليّة التي خُلقت من الحب.
اجابت الشمس:
-           من مكاني هذا أستطيع رؤية النفس الكليّة، فهي على اتصال مع روحي، ومع تعاوننا نحن الإثنين تنمو النباتات، وتندفع الأغنام التي تبحث عن الظل، ومن حيث أنا استطعت أن أحب، قدرتُ أن أحب من مكاني هذا، واعلم أنني لو اقتربت قليلاً من الأرض لأنقرض كل ماعليها، ولتوقّفت النفس الكليّة عن الوجود، وهكذا فنحن الإثنين نتبادل النظر ونحب بعضنا بعضاً، فأنا أمدّها بالحياة والحرارة، وهي تعطيني سبب البقاء.
كرّر الشاب:
-
أنتِ تعرفين الحب؟
تابعت الشمس:
-
إنني أعرف النفس الكليّة، لأن بيننا أحاديث لا تنتهي أثناء سفرنا الأبدي في هذا الكون، لقد حدّثتني بأن أفدح مشكلاتها حتى الآن هو أن المعادن والنباتات وحدها فقط، قد أدركت أن كل شيء هو واحد وفريد، لهذا فإنه ليس من الضروري أن يكون الحديد مشابهاً للنحاس، والنحاس مشابهاً للذهب، فكل يشغل وظيفته الدقيقة في هذا الشيء الأوحد، وسوف يكون من الكل سيمفونية السلام، لو أن اليد التي كتبت كل هذا توقفت في اليوم الخامس، لكن كان هناك يوم سادس.
قال الشاب:
-
أنتِ عالمة لأنكِ ترين كل شيء عن بعد، لكنكِ لا تعرفين الحب، لو لم يكن هناك اليوم السادس، لما وُجد الإنسان، ولكان النحاس نحاساً، والرصاص رصاصاً. لكل أسطورته الشخصيّة ـ هذا صحيح ـ لكن هذه الأسطورة ستكتمل ذات يوم، فيجب التحوّل إلى ماهو أرقى، إلى أسطورة شخصيّة جديدة، إلى أن تصبح النفس الكليّة حقاً شيئاً واحداً وفريداً.
ظلّت الشمس حالمة، ثم أخذت تلمع لمعاناً عجيباً، والريح التي كانت معجبة بهذه المحادثة عصفت بقوة أيضاً كي لاتذهب الشمس ببصر الشاب.
-
لهذا وُجدت الخيمياء ـ قال هذا الأخير ـ كي يبحث كل انسان عن كنزه ويجده، ويسعى أن يعيش فيما بعد أفضل مما كان عليه، والرصاص سيقوم بدوره إلى أن يصبح العالم بغنى عنه، عندئذٍ ينبغي عليه أن يتحوّل إلى ذهب. الخيميائيون يتوصّلون إلى تحقيق هذا التحوّل، ويبيّنون لنا أنه عندما نسعى لأن نكون أفضل مما نحن عليه، فإن كل شيء حولنا يتحسّن.
سألت الشمس:
-
ولماذا قلت أنني لا أعرف الحب؟
-
لأن الحب لا يستدعي الجمود كالصحراء، ولا تجواب العالم كالريح، ولا النظر في كل شيء من بعيد مثلك.
-          الحب هو القوّة التي تحوّل وتصقل النفس الكليّة، فعندما دخلت عالمها للمرة الأولى، كنت أظنها كاملة، أما فيها بعد، فقد رأيت أنها كانت انعكاساً لكل ماخُلق وكانت لها نزعاتها وأهواؤها، نحن الذين نغذّي النفس الكليّة، أما الأرض التي نحيا عليها، فإنها ستصبح بأفضل أو أسوأ، بقدر مانكون نحن أفصل أو أسوأ، وهنا تتدخّل قوة الحب، لأننا عندما نحب فإننا لانريد دائماً أن نكون أفضل مما نحن عليه.
- ماذا تنتظر مني؟ سألت الشمس
-
أن تساعديني كي أتحوّل إلى ريح.
-
الطبيعة تعرفني كأكبر عالمة بين كل المخلوقات، لكنني أجهل كيف أحوّلك إلى ريح.
-
إلى من أتوّجه إذن؟
-
صمتت الشمس لحظة، وكانت الريح تصغي وتستعد لتفشي في العالم بأسره محدودية علمها، فلم يكن بوسعها التهرّب من هذا الشاب الذي كان يتكلّم اللغة الكونية.
-
توجّه إلى اليد التي كتبت كل شيء ـ قالت الشمس أخيراً.
أطلقت الريح صرخة رضى، وهبّت بقوة لاعهد لها بها، اقتلعت الخيام المنتصبة في الصحراء، وتحررت الحيوانات من قيودها، وعلى الصخرة صار الناس يتشبّثون ببعضهم خوفاً من أن تحملهم الريح.
عندئذٍ التفت الشاب إلى اليد التي كتبت كل شيء، وبدل أن يقول أدنى كلمة، فقد أحس أن الكون كلّه مكث من حوله صامتاً، ومكث هو صامتاً أيضاً.
اندفاع من الحب انبثق من قلبه، وأخذ بالصلاة، صلاة لم يفعل مثلها من قبل، لأنها كانت صلاة من دون كلام، لم يطلب شيئاً من خلالها، لم يكن يشكر لأنه وجد مرعىً لأغنامه، لم يكن يبتهل لأنه باع المزيد من الزجاجيّات، لم يكن يطلب أن تنتظر المرأة التي التقاها عودته.
لكنه أدرك من خلال الصمت الذي خيّم، أن الصحراء والريح والشمس، كانت هي أيضاً تبحث عن العلامات، التي كانت تلك اليد قد خطّتها، وكانت تريد متابعة طريقها، وتدرك ماكان منقوشاً على زمرّدة بسيطة، كان يعلم أن هذه العلامات منتشرة على الأرض وفي الفضاء والتي ليس لوجودها أي مبرر من حيث الظاهر، أي معنى، بحيث أن لا الصحارى، ولا الريح ولا االشمس، ولا البشر في النهاية لم يكونوا ليعلموا لماذا خُلقوا، لكن تلك اليد كان لها سببها بالنسبة لكل هذا وهي وحدها القادرة، على صنع المعجزات، وتحويل المحيطات إلى صحاري، والبشر إلى ريح، لأنها وحدها التي تفهم أن هناك هدفاً سامياً دفع الكون إلى النقطة التي تحوّلت فيها أيام الخلق الستة إلى إنجاز عظيم.
واندمج الشاب في النفس الكليّة، ورأى أن النفس الكليّة هي جزء من روح الإله، وأن روح الإله هي روحه الخاصة.

في النهاية :   شكراً، إنك علّمتني اللغة الكونية.
         - لم أعمل إلا على تذكيرك، بما كنت تعرفه مسبقاً.
-
 إن كل شخص على الأرض يلعب الدور الرئيس في سيرة العالم وهو لايدري.
-  حيث يكون كنزك، يكون قلبك.
- الدرب كانت مرسومة بالعلامات، ولم يكن هناك سبب لأضلّ.
 -
في الحقيقة إن الحياة كريمة مع من يعيش أسطورته الشخصيّة ـ

واخيرا : اعتذر انني لم اتمكن من تنسيق النصوص بشكل جيد ولكن من يبحث عن العلامات سيفهم انني اخلصت في ان اضمن تدوينه صغره روح ما يسمى بالنفس الكليه التي احتواها الكتاب وانصح بشده من يبحث عن هذا الموضوع ان يقرا الروايه لانها تستحق من وجهة نظري القراءه المتأنيه والتعمق في المعاني التي احتوتها . 


***  ملخص رائع للقصه لمن لا يجد الوقت للقراءه حصلت عليه على الرابط : http://tellamrkhaled.com/pages/views/books/page_books_alchemist.html


أقرأ المزيد

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .