قرار مصيري

تراودني منذ ايام في مخيلتي قصة الشخص الذي كان كان على فراش الموت ، والذي تحدث عن كونه اراد ان يغير العالم في بداية حياته وقضى شطرا من عمرة وهو يجاهد في تحقيق هذا الهدف الا انه فشل ، وقرر حينها ان يغير بلده ، وقضى سنوات وسنوات من حياته وهو يحاول ، وبعدها ادرك انه لابد ان يكون مجال التغيير اصغر فقرر ان يغير مجتمعه ، وبذل سنوات اخرى في سبيل ذلك الا انه فشل وبعدها فكر ان يغير عائلته ، وبعد عدة سنوات ادرك صعوبة ذلك وهو في فراش الموت قرر انه كان لابد ان يبدأ بتغيير نفسه ، وبذلك اسدل الستار على فشل ذريع الا انه نجح في ايصال الفكرة .

وهذا ما صار لي ان افكر فيه ، فبعد 15 سنه قضيتها في العمل ، قررت انه آن الاوان ان اترك العمل ، لا ليس ببساطه ، الامر بالنسبة لي كرمي نفسي من على شاهق .
لان العمل بالنسبة لي كان كالاكسجين ، ولكني مع الوقت اكتشفت انني اجلت حياتي في سبيل العمل ، المحصله كانت كبيره ، ولا اريد ان اقول انني خسرت ، لا بل محصلتي في محبة الناس كبيره لم ادركها الا عندما توافدت على المسجات والاتصالات من الاخوة والاخوات يسألونني كيف ولماذا ؟
الجميع توقع ان اكون قد ارتبطت بعمل اخر ، او لدي مشروع ، والاخوات من باب المزاح صارت لديهن امال لمشاركتي هذا العمل الذي ظنوا انني تخليت عن 15 سنه - اعتبرها نجاحات والحمدلله - في سبيل ان اقدم على مشروع تجاري .
واصيب الجميع بخيبة امل عندما عرفوا انني قررت ببساطه ان اتفرغ ، لا لعمل اخر ولكن لدوري الحقيقي ، وان امتلك زمام حياتي مرة اخرى .
كثيرون يظنون انني مجنونه ، وكثيرون كانوا يحسدونني على موقعي ، والان يرثون لحالي وكثيرات قد يحسدنني على هذه الفكرة .
يظل رأي الناس نسبي ، ويظل هو قراري الذي اتخذته بكامل قواي العقليه .
تحياتي لمن تواصل معي واهتم ، وتحياتي لمن عبر عن احساسه بالحزن تجاه قراري ، وتحياتي الاكبر لمن دعا لي بالراحه والسعادة في قراري واشكر الجميع واقول لهم انني لا زلت ام احمد اخت الجميع .

تحياتي لفريق تاء التأنيث واخواتي فيه ، ولقسم التوجيه المهني في الباطنة شمال عائلتي الثانية واستميحهم عذا انني لم اشاورهم في قراري لان صعوبة مواجهتهم كانت من اصعب المواجهات بعد اتخاذي لهذا القرار ولن انسى تلك الجلسه التي ادلى كل واحد منهم بدلوه بحاول اقناعي بالعدول عن فكرتي وانا واثقه ان كلامهم كان نابعا من القلب ومن باب الاخوة التي جمعتنا في القسم وستظل ذكرى الايام العطرة التي جمعتني بهم من اجمل ذكريات حياتي .
اشكرهم واعتذر منهم انني لم اكن استطع مناقشتهم في قراري لانني اعرف انني اغلقت باب النقاش في الموضوع ، ولان موضوع الاستقاله تحمل جانبا عاطفيا كنت احاول ان ابتعد عنه لانه سيثير عبرتي .
وسأظل اختكم الكبيره كما وصفتموني دوما وتلقبونني دوما به ( أم أحمد ) .

ليست هناك تعليقات:

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .