أحتاجك

يحكى أن فتاة صغيره مع والدها العجوز كانا يعبران جسرا ، خاف الأب الحنون على ابنته من السقوط ، لذلك قال لها : حبيبتي أمسكي بيدي جيدا ،، حتى لا تقعي في النهر .

فأجابت ابنته دون تردد : لا يا أبى ،، ،، أمسك أنت بيدي،
رد الأب باستغراب : وهل هناك فرق ؟-
كان جواب الفتاه سريعا أيضا : لو أمسكتُ أنا بيدك قد لا استطيع التماسك ومن الممكن أن تنفلت يدي فأسقط ..
لكن لو أمسكتَ أنت بيدي فأنت لن تدعها تنفلت منك ..أبدا ...

قصه وردتني عبر الايميل وبالرغم من انني سبق لي ان قراتها الا انني كلما اقراها تثير داخلي شجون كثيره احد هذه الشجون ذكرى طابله درستها في سنة من السنوات اعتقد بين عامي 97- 98 وكانت في المرحله الثانويه ، اتذكرها وهي مفعمه بالامال والاحلام نشطه ولديها روح المبادره التي لا يتصف بها الكثيرون ، ولكني كنت الحظ هذا الجانب فيها واتذكر انها مره اهدتني حامله اقلام على شكل مهرج يمسك كاسا ، مصنوعا من البلاستيك وقالت لي: ابله نازك اريدك لما تشوفي هذه الهديه تتذكريني
مرت الايام ومرضت هذه الطالبه بمرض معدي واتذكر انها جاءت مره المدرسه لترتب موضوع امتحاناتها وعندما رايتها لم اتمالك نفسي واخذتها بالاحضان
عندما غادرت انبتني المعلمات بانها مريضه
وانا حقيقه لم اكن اعرف
والاكثر واقعيه انني لن اتمكن من اراها ولا ارحب بها كما اعتدت لانني كنت ارى في طالباتي على انهن بناتي وانا امهن لذا فمعرفتي للمعلومه متقدما او متاخرا لن تغير من محبتي لها وترحابي بها .
مرت الايام وذهبت طالبت هذه لتدرس واكملت دراستها في تخصص تربية اسلاميه وهنا كانت المفارقه ، لم تعين في اي وظيفه نتيجه عدم وجود شواغر لمعلمي التربية الاسلاميه حينها
ويوما ما صادف ان سمعت ابشع خبر في يوم من المفترض ان يكون عيدا للمسلمين ، اختارته طالبتي بعنايه ليكون يوم انتحارها
لا اريد ان اعالج موضوع الانتحار هنا ومدى حرمته في جميع الاديان
ولكني اشعر بوقع الخبر حتى وانا اكتب هذه التدوينه ، عندما ينطفيء الامل لدى الانسان ماذا يتبقى غير الموت سكنا له
كنت اتمنى لو كنت من ضمن المقربات منها بعد تلك السنين لاعرف كيف وصلت طالبتي الحبيبه الى هذا القرار اليائس
لا استطيع ان اقول انها من اهل ..... وكلي امل ان يتغمدها الله برحمته وان يكون في ملابسات الموضوع ما لا اعرفه ويكتنفها الله برحمته .
لذا احيانا احتاجك - ايها الانسان - لتنير دربا من الامل في حياتي ، من خلال دعما نفسيا لا اكثر ، احتاج ان تمسك بيدي وتثق بمقدراتي وتدفعني للنجاح بكلمه طيبه او محبه غير مشروطه
احتاجك ان تقول لي اشكرك عندما احسن العمل
احتاج ان تشيد بعملي عندما اتقنه
احتاج ان تتفهمني وان تشاركني الامل
لا تسد بابك في طريق حاملي الاحلام والاماني
فلعل كلمة منك او دعاء تنير دربا وتنقذ يائسا .
البعض يخاف من التواصل ، ويقلق منه ويشعر دوما ان هناك نوايا سئيه تدور حوله ، فلا يفتح قلبه ولا يرى الاخرين وهؤلاء يعيشون في ظلام داخلي لابد لهم من ان يتعلموا ان يطلعوا من شرنقتهم ويعيشوا ويتعايشوا ويرسموا بسمه ويشعلوا شمعه في دروب الاخرين لعل الله يرفع لهم بها حسنه .
دمتم احبتي بخير .
حول موضوع مشروع الاماني :
لا انسى ان اشكر من دعمني بافكاره وتشجيعه عبر الهاتف ، والايميل ، والمدونه ، البعض امن بي بدون ان يعرفني واحاطني بمحبه ولطف دون ان التقيه ، والبعض ممن اعرفهم ايضا قاموا بنفس العمل واكثر
البعض سد بابه وطرح امامي كافه الصعوبات وكانني طلبت المستحيل .
للجميع الشكر والجزيل
لا تزال فكره المشروع في بالي ولا زال حلم حياتي ان يظهر للعيان والان انا ازرع وامهد في الحياه لولادته كطفل وليد ينتظر الخروج لرؤية النور .
اشكرك اخي مهند واخي ابو مجاهد واخي ابو يعرب ممن ردوا علي في المدونه وهؤلاء اختاروا ان يدعموني بكلمه تشجيعيه عسى الله ان يجازيهم كل الخير . ولهم مع الاخرين كل المحبه .
احتاجكم جميعا اخوة .

هناك 4 تعليقات:

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إنها قصة مؤثرة ورائعة بالرغم من أنها قصيرة ولكنها فيها عبرة كبيرة جدا.
أختي العزيزة أدعو الله بأن يجعلنا أخوة نساعد وننصح بعضنا بعضا ولو بالكلمة الطيبة ، فمن منا لا يحتاج الآخر ، إن عملت عملا أو ساعدت إنسانا أو قدمت له النصيحة يجب أن تكون كلها لوجه الله تعالى لا لمصلحة شخصية.

Nazek يقول...

السلام عليكم
اخي ابومجاهد
كانك حاضرا معي تشجعني وتاخذ بيدي
فعلا من المفترض ان نآزر بعضنا البعض لان الحياة بدون اخوة وبدون محبه لا تسوى ابدا
اشكر حضورك الدائم ودعمك ولا حرمني الله من دعائك وتواجدك
خالص الود
اختك

hagurah يقول...

( اللهم اغفر لها وارحمهاوتجاوز عنها )
كلامك صحيح عزيزتي الكلمة الحلوة يحتاجها الصغير منا والكبير على حد سواء اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك وارحمنا

Nazek يقول...

اشكرك غاليتي هجوره
وسعدت بمرورك وتعليقاتك المشجعه جدا
مع خالص الود لك

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .