قصة اثارت ذكرى

وصلني ايميل اعاد لي ذكرى احتقر نفسي حين اذكرها ولا اجد الا دمعة حرى لا تغسل عن نفسي الالم اللذي سببته :
والايميل هو كما يلي :

قصة حقيقية حصلت في إحدى المدارس بمكة للعبرة والعظة

فتح المعلم منفعلاً باب الإدارة دافعاً بالطالب إلى المدير وقد كال له من عبارات السب والشتم الكثير
قائلاً لرئيسه في العمل : تفضل وألق نظره على طريقة لبسه للثوب ورفع أكمامه .
الطالب يكتم عبراته ، والمدير يتأمل مندهشاً في الموقف ، المعلم يخرج بعد أن سلم ضحيته للجلاد - كما يظن - تأمل المديرذلك الطفل نظر إلى طريقة لبسه للثوب اللافتة للنظر رآه وقد جر ثوباً وشمر كميه بطريقة توحي بأنه ( عربجي ) .
المدير-اجلس يا بني .
جلس الطفل متعجباً من موقف المدير ، ساد الصمت المكان ولكن العجب فرض نفسه على الجو المدير يتعجب من صغر سن الطالب والتهمة الموجهة إليه من قبل المعلم ( التظاهر بالقوة) .
الطالب يعجب من ردة فعل المدير الهادئة رغم انفعال المعلم وتأليبه عليه .
انتظر الطالب السؤال عن سبب المشكلة بفارغ الصبر حتى حان الفرج .
المدير - ما المشكلة ؟
الطالب -لم أحضر الواجب .
المدير - ولم َ..
الطالب -نسيت أن اشتري دفتراً جديداً .
المدير - ودفترك القديم .
سكت الطالب خجلاً من الإجابة ردد المدير سؤاله بأسلوب أهدأ من السابق فلم يجد الطالب مفراًمن الإجابة / أخذه أخي الذي يدرس في الليلي .
نظر المدير إلى الطالب نظرةالأب الحاني وقال له :لماذا تقلد الكبار يابني وتلبس ثوباً طويلاً وتشمر كمك .....قاطعته عبرات حرى من قلب ذلك الطفل طالما حبست وكتمت .
ازدادت حيرة الأب (المدير) كان لابد أن ينتظر حتى ينفس الطفل عن بركان كاد يفتك بجسده ولكن ماأحر لحظات الانتظار! .
خرجت كلمات كالصاعقة على نفس المدير ( الثوب ليس لي إنه لأخي الكبير ألبسه في الصباح ويلبسه في المساء إذا عدت من المدرسة لكي يذهب إلى مدرسته الليلية ).
اغرورقت عينا المدير بماء العين تمالك أعصابه أمام الطالب ، طلب منه أن يذهب إلى غرفة المرشد ما إن خرج الطالب من الإدارة حتى أغلق المدير مكتبه وانفجر بالبكاء رأفة بحال الطالب الذي لايجد ثوباً يلبسه ، ودفتراً يخصه، إنها مأساة مجتمع ... .

مؤلمة بمعنى الكلمة
كم يشتري أبناؤنا من دفاتر
وكم هي كثيرة الأثواب في خزائن أبنائنا
حادثة مشابهة مرت علينا أثناء التربية العملي .. معلمة تخرج طالبة بقوة من الطابور الصباحي وتوبخها لأنها تلبس حذاء أصفر اللون , طبعا لم تكلف نفسها عناء سؤالها عن سبب ذلك
فيييما بعد تم اكتشاف السبب وسط بكاء الطالبة
لقد كانت من الفقر بحيث لاتملك قيمة شراء حذاء جديد يتماشى مع أنظمة المدرسة !!

والموقف الذي اذكره هو انني في بداية تعييني عملت في مدرسة اعدادية وكعادتي دوما اكون حريصه على النظام والانضباط في العمل ، وامرتنا المديرة ( وهي تفوقني صرامة وانضباطا ) ان نخرج الطالبات المخالفات في الزي المدرسي ، وطبعا حضرتي قمت امر على الفصل اللي اقف خلفه واستخرج المخالفات ، فما كلن مني الا ان اخرجت موزه وهي طالبة في الصف اللي ادرسه ، وبدات في اعطائها درس حول الالتزام بالزي وخاصة الحذاء الاسود لانها كانت تلبس حذاء ابيض وهو ما يعد مخالفه للزي المدرسي.
فما ان افحمتني باجابتها الهادئة : ابله انا واختى نتشارك في لبس الحذاء ولا يوجد لدينا الا حذاء ابيض واخر اسود .
لا استطيع ان اصف لكم مشاعري حينها الا انني اعتذرت لها وعالجت مشكلتها فيما بعد وعدت للمديرة وانا في قمة غيظي انني احسست انني اهنت طالبه وجعلتها تخرج من حياءها لتفهمني انه ليس كل الاباء قادرون على شراء حذاء لكل طفل من اطفالهم ، لانه ببساطه هناك اولويات اخرى لديهم .
طبعا قضيت وموزه ذلك العام معا لانني كنت ادرسها اساسا ، وانقطعت بعد ذلك اخبارها لفترة من الزمن والتقيتها من ايام اي بعد ما يزيد عن 13 سنه لارى موزه بابتسامتها الهادئة ومعها اطفالها وزوجها وتأتي لتسلم علي وتقول لي هل تذكرتيني ؟
فقلت لها : نعم موزه
ولسان حالي يقول وكيف انساك ، بعض الوجوه لا تنسى من حياتنا لانهم في لحظة ما يكونون ممن يؤثرون سواء من خلال تواجدهم في موقف معين ك موزه او ممن لهم مواقف لاتنسى .
لا اعرف لماذا عندما رايتها ، فاض بي حنيني لايام كنت معلمة ووجدتني اسالها سؤال ام لابنتها : هل انت مرتاحه في حياتك
فقالت لي بابتسامة قانعه الحمدلله
اعتقد انني سالتقي بموزه لانها وعدتني بزيارة ، او قد اصادفها في اي مكان ، واشعر ان للحديث بقية بيني وبينها . بالرغم من كل تلك السنين .

هناك 3 تعليقات:

hagurah يقول...

كعادتك راائعة دائما
ابعثي لي ايميلك عشان أرسل لك المواقع وتستفيدي إن شاء الله

أبو حواري يقول...

شكراً أستاذة
هذا ما عودتنا عليه وعرفناك به
نسأل الله لكم ولنا الدعاء بالموفقية
بارك الله بك

Nazek يقول...

اشكرك ابوحواري على مرورك وتعليقك
وكنت حابه ترسل لي عنوان مجموعتكم البريديه ان امكن

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .