سقوط الرموز(1)

اكثر ما يؤلم في حياة الانسان هو ان يكون لديك اشخاصا يمثلون نجوما متلألئه في حياتك وفجأة تتهاوى بسبب زلة او هفوة او كلمة والاصعب عندما يكون بسبب موقف .
اكثر ما يؤلمني في الحياة ان يتهاوى رمز طفل لان الطفل يكون في تلك الفتره من حياته المبكره غير قادر على استيعاب ان الكبار لهم هفواتهم وزللهم ، لذا عندما تعلن عن وصول اول ابناءك لهذه الدنيا فلابد ان تريض نفسك وتؤدبها ، حتى لا تؤذي طفلك وتهز عالمه المثالي حولك .
دوما تستوقني اسئله ابنائي وهم صغارا اذ يحاصرونني بالاسئله التي اعجز احيانا عن معرفه كيف صاغوها فضلا عن معرفه اجابتها ، وعندما اصل لهذه المرحله اغضب .. والسبب انني ليست لدي معلومه ومعرفه اشبع بها لهفته تلك فاشعر بالمراره والضيق مما ينعكس غضبا ، وهذا ديدن من لا يعرف اجابه واثق بها .
لذا اعتبر من اصبح ابا او اما او اختار ان يكون مؤدبا او معلما او داعيا ان يكون حذراجدا فيما يسلكه ومما يتكلمه لانه من النجوم التي يهتدي بها الاخرون ،و موقعه هو الذي يفرض عليه ذلك لا اعلانه هو .
الامر يصبح اصعب عندما يكون الانسان قائدا وله مريدين ، هاتفين بما يقوله، لانه يصل الى مرحله ان يستلب عقول الاخرون ونفوسهم عندما اعلنوا انه قائدهم الروحي او النفسي ، لذا اذا كنت قائدا ووجدت اخرون يوافقونك على كل شيء ولا يخالفونك ، لابد ان تخاف وتسائل نفسك وتحاسبها حول كل كلمه او موقف يصدر منك لانك في هذه اللحظه تكون محاسبا عن اي كلمه صدرت منك واتبعها الاخرون سواء فرضتها انت او هم اخذوها منك دون ان تعلم .
كثيرا منا يفرح انه انتصر بجدال معين او اقنع الاخرون بما يريده هو او بما هو مقتنع به ، بعد ان ساق الحجه تلو الحجه تأييدا لما يفكر فيها ، ولا يدري انه يحاول ان يكون نجما قد يكون تبعات ما يفعله وبيلا عليه يوما ما عندما تؤدي كلمه منه الى انحراف مسار شخص عن الجادة .
كثيرا ما اسمع ان الشيخ الفلاني قال كذا ، وفلان الفلاني قال كذا ، ممن يشار لهم بالبنان وبعد فتره عندما يصدر منه شيئا مسيئا فان الاخرون يكفرون بكل ما قاله سابقا ، وكأنهم وهم يقتدون به رفعوه الى مرتبه الالوهيه فالغوا عقولهم ، وعندما انزلوه سقط الى مدارك البهيميه والغوا عندها عقولهم ايضا .
دوما عندما تجد من يمدحك كثيرا توقف - خذ نفسا - وفكر في نفسك كما تعرفها ، قد يكون رأى منك جانبا جيدا ولم يرى جوانب اخرى فنبهه انك انسان ، ولا تأخذ مدحته على انها شي مسلم به لانك ستسقط عندها في فخ ان تصبح نجما في لحظه يتهاوى بعد قليل ،تذكر انك انسان .
من الاحداث التي تمر على حياتنا ان يمتدح س من الناس ص من الناس مدحا عجيبا لا تجد معه هذا الانسان الا ملاكا ، وبعد ايام قليله تجده يذمه ذما لا تجد معه هذا الانسان الا شيطانا ، وبين هذه وتلك اعميت عيوننا عن رؤيته حقيقة .
لذا دوما عندما اسمع مدحا مبالغا فيه اردد له مقوله المصريين ( بكره نجلس جنب الحيطه ونسمع الزيطه ) وكل مره يسالني زوجي وامي عن معني المثل لانني اردده بصوره ساخره لانببهم ان لا تنجرفوا وراء الاحكام العامه واذكر نفسي معهما بذلك .
لذلك انتبه عندما تكون من نوعيه الاشخاص الذي يقادوا ان  لاتلغي فكرك ، حتى لا تسقط رموزك ويهتز عالمك فجأة بزلزال خفيف .
دمتم بمحبه 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أهلا نازك.. أخيرا بدأت إجازتي و خلصت الاختبارات مع نتائج مفرحة الحد لله يا رب.. موضوع مراقبة الذات دائما على البال، خاصة عند وجود شخص يقتدي فينا، و صراحة محاسبة النفس قبل الفعل أو الكلام ضروري حتى إذا لم يوجد من يقتدي بنا، و نضل متحكمبن بالكلمة ما لم ننطق بها، إن نطقناها أسرتنا. شكرا على عرض الفكرة بسلاسة و سهولة الاستيعاب للقارىء 

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .