انسان في الذاكره ( 2)

من لا يشكر الناس لا يعرف كيف يشكر ربه .. من هذا الباب فقط أحببت أن اطرق ذاكرتي وأزيل عنها الغبار الناشئ من الأيام السابقة .. واعود لشخصية مهمة اثرت شخصيتي بجديتها وعملها ومحبتها التي كنت استشعرها بالرغم من صرامتها . 
معلمتي ( فاطمة عبدالقادر) .. اتذكر ابله فاطمة التي شملتني بمعزتها لي ومحبتها خلال سنوات تدريسها لي من الصف الاول الاعدادي الى الصف الثالث الاعدادي. 
وحبنا لابله فاطمة كان دوما مشوبا بالاحترام لحد الخوف ، لانها جديه وصارمه في تدريسها وقراراتها معنا فرمانات لا تناقش ، وهي دوما تحب منا العمل باتقان . وتحترم الطالبه المطيعه ، وانا كنت لفرط خجلي -سابقا طبعا - مطيعه جدا ، وكان خطي جميل بالنسبة لزميلاتي في الصف - والان صرت اشك بذلك - لذا كانت تميزني بان اكتب قائمة اسماء الطالبات ، وهذه ميزه لي وقتها وليست ارهاقا كما يراه الان باقي الطالبات في المدرسه . 
وكنت وانا طالبه اخجل من مناقشه ابله فاطمة او حتى رفع عيني بعينها ، واستمر هذا الحال الى ان انهيت الاعداديه لانتقل الى المرحله الثانويه ، وكان لقائي الثاني معها يوم امتحان اللغه الانجليزيه للثانويه العامه اذا كانت منتدبه لتقرأ لنا امتحان الاستماع . 
اتذكر اننا تاخرنا عن دخول الصف لاداء الامتحان لاننا التففنا حول ابله فاطمة نسلم عليها بحرارة ونقول لها اننا نفتقدها . 
ثم انقطعت اخبار ابله فاطمة واذا بي التقيها وانا معلمه - ويا للمصادفة العجيبه ان نصبح انا وابله فاطمة زميلات بنفس المدرسة . 
كان هذا اصعب موقف . 
ابله فاطمة بالرغم من كبر سنها الا انها لا تزال ابله فاطمة الجديه التي احبها واحترمها ، لم يتغير شي الا انها لم تعد تدرسني وانا صرت معلمه . 
حمدت الله اذا انتقلت بعدها لمدرسه اخرى ، لانه يصعب علي ان اكون مع معلمتي دون ان اشعر باحراج وعدم راحه في ان اخذ حريتي في الحديث وخلافه ، خاصه انها ستلاحظ ان شخصيتي تغيرت واصبحت بصوره مغايره تماما عن الصوره السابقه . 
كان لقاء جديدا مع ابله فاطمة وانا مشرفه ازور مدرسه بولاية صحار ، تناديني المديره لغرفتها بعد الطابور الصباحي ، وانا مشغولة الذهن بأن رايت ايت ابله فاطمة هناك في نهاية الطابور بجاني طالباتها الصغار هذه المره . 
ركضت لابله فاطمة وكان لقاءنا هذه المره حارا ودامعا لان الشوق لها ، مع ما اودعت احتضانها لي كل المواساة على فقدي لاختي من فتره بسيطه خلال تلك الفتره ،كافيه لتثير الدموغ . 
استغربت المديره والمعلمات ما يجري ، ولماذا الدموع . 
بررت انا دموعي انني من زمان لم ارى ابله فاطمة وانني كنت مشتاقه اليها وهي كذلك . 
ابله فاطمة كبرت وهرمت .. رايتها اخر مره في سوبر ماركت صدفه واخبرتني ان ابنتها الاصغر اصبحت طبيبه وانها الان لا تعمل ، عادت بي الذاكره مع ابله فاطمة لارى انني في كل مره لم ارى ابله فاطمة الا شيئا كبيرا شامخا ومتحديا وباعثا على الاحترام والمحبه . 
احسنتي ابله فاطمة في عطائك .. هذه مجرد كلمات اخبرك فيها انك في القلب والذاكره لم تنمحي ذكراكي . 

هناك تعليقان (2):

مدونة الحبوني يقول...

لقد عدتي بنا الي ايام المدرسة ولقد ذكرتيني حينما كنت في سنة أولي ابتدائي ومن باب الشخصيات المحبوبة كانت لي ابلة أسمها أبلة " نبيلة " لا أعلم ان كانت عايشة ام متوفية ولكنني اتذكرها بكل خير لما كانت تقدمة لنا من خدمات وكأننا ابنائها ,,, جزاكي الله خيرا وجعلة الله في ميزان حسناتك

Nazek يقول...

اشكرك اخي محمد على تواجدك بمدونتي وتعليقك
واشكرك على عوتك الجميله لمدونتك
دوما اعتبرها مرجعا لتطوير معرفتي بعالم النت والهواتف
احسنت

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .