كيف اقنعك ؟؟؟

تعجبني قصه الرجل الذي كان يلبس معطفا ويمضي في طريقه ، فشاهده الريح والشمس والمطر وتراهنوا من يمكنه ان يجعل هذا الرجل يخلع معطفه ، فبادر المطر بقبول التحدي ، فارعدت السماء ونزل المطر شديدا فأخذ الرجل يمسك بياقة معطفه يحاول ان يقي نفسه من المطر ، وكلما زادت قطرات المطر تشبث الرجل بمعطفه ، بعدها جاء دور الريح التي قالت : انا سأتمكن من الرجل .

فزمجرت الريح واشتدت ، فما كان من الرجل الا ان اشتد تشبثه بمعطفه يشده بقوه حوله ، ويحاول ان يتقي الهواء .

عندها ابتسمت الشمس وقالت حان دوري

القت الشمس باشعتها الذهبيه الدافئه على الرجل فخف تمسكه بمعطفه ، وبعد حين وحين زاد توهج الشمس خلع الرجل معطفه بعد ان استشعر حرارة تسري في جسده .

لم يستطع المطر ولا الريح ان يتغلبا على الرجل وانما استطاعت الشمس بدفئها ان تتغلغل في اوصاله وتتغلب عليه ، والشاهد هنا ان البعض عندما تكون لديه فكره مقتنع بها يحاول ان يقنع بها الاخرون بشده ، خاصة في امتنا العربيه .

بالصوت والعصا او بالنقد الجارح او بالشتيمه وتسفيه الاخرين كلها اساليب قمعيه فكريه نمارسها احيانا على اولادنا وعلى الاخرين حولنا عندما نتبني اسلوب ان فكرنا يجب ان يسود .

من سنوات وسنوات سمعت مقوله ان احسن طريقه للدفاع هي الهجوم ، لذا لاحظت خلال سنوات حياتي هجمات كثيره سواء على فكري او على فكر الاخرين حولي ، اذا كان لديك متسع من الوقت بامكانك ان تفكر في كثيرين حولك يحاولون ان يصادروا فكرك من خلال اسلو بمعين يفرضونهم عليك ويحاولون ان يقنعوك به .

وهولاء ليسوا باقل من التكفيرين الذين في رأيي أساءوا للاسلام اكثر مما ساعدوه ، واكاد اقتنع داخليا انهم اسوأ واجهة للاسلام وبفضل توجهاتهم هذه فقد الاسلام الكثير من مناصريه ، بل ان جهودهم المكثفه جعلت البعض ممن جاراهم فتره ينقلب على عقبيه ويكفر .

ووجد في مجتمعاتنا العبثيون والملحدون واخرون يعيشون بيننا يطعنون في الدين في جلساتهم وفي نغزات تلمحها في احاديثهم احيانا وقد يجاهرون بها احيانا اخرى .

حقيقه ان اكثر ما ساءني من فتره لجوء احد الاشخاص بفرض فكره علي حتى توصلت لفكره انني لا اريد التواصل معه ما دام لا يستطيع ان يحترم عقليتي ، وكثيرون يبدءون نقاشا عقيما في مجتمعاتنا ، فتراهم يناقشون فكره متاصله داخلهم مع اخرين لا بهدف نشر الفائده والاستفاده من اراء الاخرين بل من اجل اخضاعهم لمنطقهم ، فترى كل واحد يغني على ليلاه ، وبصراحه فان مثل هذه المناقشات عادة ما تصطدم بحائط لا منفذ منه .

لذا من الافضل ان تتوقف لانها تدمي القلب فقط وتزيد شرخ الاختلاف بين الافراد والجماعات .

لا يمكن ان تبدأ جدالا وانت تظن واثقا ان كلامك صحيح لا يقبل النقاش ، وحدثني احد الاخوة - وهو شخص مغترب - انه في الدوله التي يعيش فيها يسأله الاجانب عن بعض معتقداته واراءه سواء الفكريه والسياسيه والدينيه ، ويعتبرون كلامه مسلما به ولا يحتاجون لبرهنه وادله لكلامه لانهم يعتبرونه ادرى بما يعتقده فعلا وان حديثه يعبر عنه فقط وليس تصريحا سياسيا .

ولكن لو صار في بلادنا نقاش حول موضوع ما فان المستمع ينظر اليك بشك وينتظر ان تدلل على كلامك بادله وبراهين من القران والسنه وراي الصحابه والتابعين وتابعيهم ووووووووووووووووومن الاولين والاخرين .

لذا فانني اعتبر كلام الناس حولي قناعات في محاوله مني ان أعيد تربيه ذاتي على تقبل الاخرورأيه ، وتظل قناعاتي داخلي لا احتاج ان اقنعك بها لانني ببساطه مرتاحه في التعايش معها ولا احتاج ان ابلغها فلست ممن يوحى اليهم .

كل عام وانتم بخير بقرب العيد -عيد الفطر المبارك -جعلنا الله واياكم من المعتوقين من النار بانقضاء شهره الفضيل .

ودمتم احبتي بخير وسعادة .