ذاكرة سمكة

قال لي في يوم من الايام ابني أحمد وهو يتأمل اسماك الزينه في البيت ، هل تعلمين يا امي ان السمكه ذاكرتها لا تستمر الا ثواني بسيطه ، لذا فانها تنسى انها اكلت فيمكن ان تأكل وتأكل حتى تموت . ولعل هذا السبب الذي يوصينا من يبيع اسماك الزينه ان لا نضع لها الا كمية محدوده جدا من الطعام ، وطبعا احيانا الاطفال يتجمعون ويرمون لها بكمية كبيره بحجه انها جائعه ولذا فاننا نقوم احيانا بعملية جلاء وانقاذ سريعه وسط صراخي طبعا .
ولعلهم لا يستوعبون معلومة احمد التي اهدانيها ، ولم اتحقق منها حتى الان ، لان احمد بطبيعته، علمي في منطقه وتفكيره ، وعادة فإنه يهتم بأن يتحفنا ببعض المعلومات العلمية والتي تزيد قليلا من ثقافتنا في العلوم ، وتزيدنا تأمل في هذا الكون .
ما جعلني اتوقف عند ذاكره سمكه انني اطلقت هذا الاسم على احدى الاخوات بسبب انها كثيرة النسيان ، ولا اعتقد انها اساسا كثيره النسيان بقدر ان بعض الاحداث حولها ، لا تلتفت لها ولا تهتم بأن تجعل من ذاكرتها المبدعه مرتعا لتوافه الامور ، فهي من الممكن ان تنسى دفترها وهاتفها النقال ، وكم صرفت الكثير من الوقت وهي تبحث عن مفاتيحها وادواتها ، لانها لا تكلف ذاكرتها - السمكيه - عناء ان تحفظ هذه الامور .
ولكن ذاكره سمكه لا تتوقعون انها انسانه متبلده المشاعر ، لا بالعكس ، هي تفيض ابداعا ، ورقة ، وتمتك موهبه مبدعه ، وهي لديها مقدره فطريه على قراءة الناس حولها ، والشعور بهم ، لذا ألا ترون انه من حقها ان لا تصرف طاقتها الابداعية في اشياء قد تبدو لي انا شخصيا مهمة جدا وبالنسبة لها حتى وان بدت مهمة ولكن تأبى ذاكرتها السمكية ان تلتفت لها .
ولذاكرة السمكة قلب كبير ، لم يعرفه الا من لامس واقترب من عالمها الفوضوي ، الطفولي ، وهي دائمة البحث عن المعلومة وتتأمل بها لا تأخذها هكذا جزافا ، وانا اشهد انها ليست ذاكرة سمكه دائما بدليل انها بعد خروجها من اي امتحان تتذكر تفاصيله ، وتعاود حله ، مما يغيظني خاصة اذا ما اكتشفت خطأ ما في اجابتي .
ذاكره سمكه ، قلب كبير ، وعالم طفل ، وجد في انثى ، صارت تسميتها ذاكرة سمكه مما يجعله وصف صار يستخدمه مجموعتنا ممن عايش هذه اللحظات الحلوة ، اليوم يا ذاكرة سمكه لم اودعك ، وغابت ذاكرتي عنك ، وصرت انا ذاكرة سمكه ، ولكني اطمئنك انك في حنايا القلب ، لا في ذاكره سمكه بالنسبة لي ، تحية لك ، واتمنى يا ذاكرة سمكه ان تظلي ذاكرة سمكه ، واحساسك يقودك الى شاطيء الامان حيث اراك وقد استقرت نفسك ، ولتظلي انت كما انت طفلة ، وقلب كبير ، تحياتي ومحبتي لك .

هناك تعليقان (2):

سراج يقول...

في البدء مبروك على القالب الجديد:).. مع أني كنت أتمنى أن تلغي تدقيق الكلمات.. لتسهلي على الزائر وتختصري له وقته
المهم شكراً على المعلومة.. مع أني لا أُحبذ حبس السمكة في حوض صغير:) وكأنها طائر في قفص:)

Nazek يقول...

اشكرك سراج على المرور والتعليق

تحية من القلب لزوار المدونة

تحيه لكل من وصل الى مدونتي
وتحية اكبر لمن قضى الجزء من وقته وهو يتصفحها
وتحية كبرى لمن شارك بتعليقات تفيدني وتمدني الحماس لأمضي قدما ، والا فان اي عمل لا يتلقى الدعم ولو بالكلمة البسيطه فانه لا يرقى بل يموت ويبلى .
اشكر من تفاعل وارسل لي ايميل خاص ، ليعطيني انطباعه ، وكنت أأمل ان تكون تعليقاته على المدونه مباشرة .
ولكني اشكركم احبتي لأن اي تعليق ، واي ملاحظة لها موضع احترام وترحيب في نفسي واشكر من ساعدني من البداية على انشاء هذه المدونه .
تحياتي لكم .