لا انسى يوم حضرت الدكتورة سعاد محمد علي في اول يوم لها معنا ، وكنت متأخرة على المحاضرة على غير عادتي ، لأنني اقدس واحترم المواعيد الا ان زحام الطريق للجامعه جعل الطريق الذي يمكن ان نعبره في دقائق ، ان نعبرة في اكثر من نصف ساعة .
وابدت الدكتوره تعاطفا معنا في اول يوم ، بل وعمدت على تغيير موعد المحاضرة حتى لا نضطر ان نصادف موقف ان نتأخر عن محاضرتها خاصه عندما تبدأ السبت اول ايام الاسبوع ، الساعة الثامنة صباحا .
واعطتنا الدكتورة نشاط ، حقيقة كان هذا النشاط مما اربكني وجعلني ادور حول نفسي ، وقد يكون للانشطه التي اعطتنا اياها الدكتورة خلال الفصل الدراسي السبب ان انشيء هذه المدونه ، بالاضافه الى اسباب اخرى .
وكان النشاط لمن يحب ان يعرفه هو ان نكتب 12 صفه نتصف بها في ورقه مقسمه على شكل مروحة ، ثم بعد ان نكتب هذه الصفات - سواء كانت سلبية او ايجابية - ان نعمد على ترتيبها حسب اهميتها بالنسبة لنا .
ثم كان السؤال الذي اضاء نورا داخلي ، اخافني وهو ان نكتب عن كل صفه ، ما اهمية هذه الصفه بالنسبه لي ، وماذا يحدث لو لم تكن هذه الصفه من صفاتي .
ظللت عالقة مع هذا النشاط فترة طويلة ، وقد يكون هذا النشاط وانت تقرأة ، لا اهمية له ، وبسيط للغاية ، ولكن عندما تبدأ في تطبيقه ستدرك ما اقصده .
هذا النشاط ، كان بمثابة اضاءة قوية ، وهزه اثارت في نفسي تساؤلات ، لا زلت احاول ان اجيب عليها ، ولعلني لم افق منها الا على نشاط اخر اغرقني ايضا في تساؤلات لانهائية ، كمن تلقى ضربة اخرى .
وكان النشاط الاخر كما يلي : ان تعمل على رسم دائره تقسمها الى قطاعات ثلاث ، الماضي والحاضر والمستقبل ، وان تحدد كم ساعه في اليوم تقضيها في الماضي ، وكم ساعة تقضيها في الحاضر ، وكم ساعة تقضيها في المستقبل .
اتعرفون انني وجدت انني لا اعيش الحاضر ، اذن اين انا ، في المستقبل وفق خطط في علم الغيب ام في الماضي الذي مضى ولا سيطرة لي عليه .
عزيزتي الدكتورة سعاد محمد، اشكرك انني احاول من خلال ما تعلمته منك ان اتعرف على نفسي واضيف لها ، واحاول جاهده ان ارتب اولوياتي واعيش الحاضر .
اشكرك اننا حظينا بأستاذه قوية في مادتها ، مجده ، ومصره وعنيده في عطائها ، وكنتي من الشخصيات المؤثره ، فأعذرينا ان لم نكن بمستوى ابداعك ، وانا احمد الله انني تعايشت مع مادتك ، وكنت كأني احضر جلسات ارشادية جمعية ، وانك اثرت داخلي الكثير والكثير من التساؤلات .
واشكرك على جلسة الاسترخاء التي اعطيتينا لها ، واتمنى ان اقدر ان افيد بها الاخرين .
دمتي للوطن عطاء دائما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق