( اعرف نفسك ) شعار اطلقة سقراط في القرن الرابع عشر قبل الميلاد،وأستحق بسببه الموت ، لاننا دوما نحب ما نعرف واعتدنا عليه ونخاف ما نجهل ... وكأن معرفة الذات بما يحمله من افكار تحررية ستعمل على هدم الافكار البدائية البالية المنتشرة في ذلك الوقت
أتذكر في بداية عملي كمعلمة ان اختارني المشرف علي ان اطبق طريقة التعلم التعاوني .
وأعتقد ان احد اسباب اختياره لي انني جديده في مجال التدريس في ذلك الوقت ، حيث كان تغييري أسهل لانني كنت لا أزال اصيغ اسلوبي
وطريقتي في التدريس .
وقد تكون هناك اسبابا اخرى منها انه اختار مدرسه اعدادية ذات كثافة عالية لانه يريد ان يظهر مدى فائده التعلم التعاوني في تلافي مشاكل التدريس في المدارس ذات الكثافة الطلابيه
وبصراحه اختياره لي اخافني ، لانني جديدة عهد في المجال ولأنني كنت خائف ان اخذل مشرفي وغير قادرة ان ارفض بعد ان وجدت اصرارة ، وهذه احدى مساؤي تربيتنا القديمة حيث يصعب علينا فيما سبق ان نناقش او نعترض اوحتى ان نضيف ما نعتقده .
ولكن مشرفي عمد على تشجيعي وعلى اعدادي لهذا الموقف بزيارات مكثفة وبأن كتب لي سيناريو لحصه وشدد علي ان اعرضه كما هو بدون زيادة او نقصان .
وجاء اليوم الموعود للتطبيق امام مجموعة من المسؤولين الذين حضروا للحصه الصفية التي لم ننفذها في غرفة الصف لعدم كفاية مساحتها للطلاب والمسؤولين اللي حضروا والذين ميزت منهم رئيس القسم .
قدمت الحصة وانا اتصبب عرقا ولا أعرف كيف مرت ال 40 دقيقة ، والحمدلله ان الموضوع كان سهلا عن التحويلات الهندسيه في الصف الثامن ( التاني الاعدادي سابقا ) ، والمشرف اعد لي جميع الوسائل والانشطة المستخدمة ، لذا كان تركيزي على طريقة التقديم فقط .
بعد الحصة واجهت معه حلقة نقاش شرسه ، لم اكن مستعدة لها أبدا ، ومن قاد تلك الحملة كان يحمل افكارا سلبية عن مشرفي ، وجانب العلاقات مهم في هذا المجال ، فضاعت مجهوداته واستعداداتي ادراج الرياح .
وأتذكر كلمات مشرفي ( الاستاذ مصطفى رابي ) ، عندما قال لي بعدها : ان ما يرفض الان من قبل المسؤلين سينفذ غدا شئتم ام ابيتم ، لأن اللجنه القائمه على تحديث التعليم ، كانت في الاردن ومحطتها التالية السلطنة ، وسيتم تطبيق التعلم التعاوني بصورة شاملة .
لذا افتخر دوما انني كنت على يد الاستاذ مصطفى رابي اول من طبقت درس باستخدام التعلم التعاوني ، فله كل الشكر ان كانت تلك الحصه ، وتلك الرعاية منه مدخلا لي لأحاول ان اجدد ، واحاول ان لا أرفض التغيير ، وان اجرب ، وبعدها أحكم .
اتمنى ان يعرف استاذ مصطفى انني ممنونة له على اختياري ، وعلى ثقته الكبيرة ، وتحياتي له اينما كان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق